في خطوة هامة نحو تقليل الاعتماد على الصين في مجال المعادن الحيوية لصناعة السيارات الكهربائية، وافقت الولايات المتحدة على بناء منجم ضخم جديد للليثيوم في ولاية نيفادا، بالإضافة إلى تقديم إعفاءات ضريبية لبعض شركات التعدين. المنجم الجديد سيكون خطوة كبيرة في تعزيز إنتاج الليثيوم لتلبية طلبات السيارات الكهربائية.
أعلنت شركة “آيونير” الأسترالية حصولها على تصريح فيدرالي لبدء مشروع منجم “رايولايت ريدج” للليثيوم والبورون، وهو مشروع ضخم يمكن أن ينتج ما يكفي من الليثيوم لتشغيل حوالي 370 ألف سيارة كهربائية سنويًا. ويُعدّ الليثيوم، وهو معدن أبيض فضي، مكونًا أساسيًا في إنتاج البطاريات القابلة لإعادة الشحن، ويلعب دورًا حاسمًا في مستقبل صناعة السيارات الكهربائية.
يُعدّ “رايولايت ريدج” أول منجم ليثيوم توافق عليه إدارة الرئيس جو بايدن لتلبية احتياجات سيارات كهربائية صناعية، التي عرضت على شركة “آيونير” قرضًا بقيمة 700 مليون دولار للمساعدة في بناء المشروع الذي من المتوقع أن يزيد إنتاج الولايات المتحدة من الليثيوم أربعة أضعاف عند اكتماله في عام 2028. ومنذ عام 2002، لم يتم تشغيل سوى ثلاثة مناجم أمريكية للمعادن المهمة، ولا يوجد أي منها على أراضٍ عامة.
ارتفعت أسهم “آيونير” بنسبة 15% في بورصة نيويورك بعد الإعلان عن الموافقة، لإغلاق عند 7.92 دولار. يُذكر أن المنتجين الغربيين يواجهون صعوبة في منافسة الشركات الصينية في إنتاج وتكرير المعادن المهمة بسبب ارتفاع التكاليف ومعايير تنظيمية أكثر صرامة والتأخيرات الناجمة عن الطعون القانونية. بناء منجم نيفادا للسيارات الكهربائية يعزز دور الولايات المتحدة.
يُشار إلى أن استخراج ومعالجة الليثيوم لهما تأثير بيئي كبير، حيث يتطلبان كميات كبيرة من المياه والطاقة، بالإضافة إلى مواد كيميائية سامة مثل حمض الكبريتيك. وقد واجه مشروع “آيونير” معارضة من جماعات الحفاظ على البيئة التي حذرت من أنه قد يدفع نوعًا من الزهور المهددة بالانقراض إلى الانقراض. عملية تطوير منجم ليثيوم نيفادا تهدد البيئة.
لكن الجهات التنظيمية الأمريكية أكدت أنها عملت مع الشركة لتعديل مشروعها ووضع خطة حماية لزهرة “ثيمس باك ويت”، مما سمح بالموافقة على المنجم بعد مراجعة استمرت ست سنوات.
وقال برنارد رو، المدير الإداري لشركة “آيونير”، إن منجم نيفادا سيساعد في كسر اعتماد العملاء الأمريكيين على الشركات الصينية، التي تمثل أكثر من ثلثي الطاقة التكريرية العالمية لليثيوم. وأضاف: “لدينا واحد من أكبر رواسب الليثيوم والبورون في العالم… وهو جاهز للبناء بشكل أساسي”. هذا يسمح بتطوير السيارات الكهربائية بشكل مستدام.